لم يستسلما لقدر إعاقتهما بل تحديا الظروف المعيقة وعملا كفنيي تأهيل وأثبتا أن الإعاقة لا تلغي الطاقة.
أمين النعيزي وهيفاء نعيم خريجا قسم علوم تأهيل المعوقين في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة يعملان منذ سبعة شهور ضمن برنامج التأهيل المجتمعي في الإغاثة الطبية.
حقق فنيا التأهيل المعوقان نجاحاً ملحوظاً في عملهما وبشكل لا يدلل على وجود إعاقة بصرية شبه كاملة لديهما، فرغم هذه الإعاقة نجحا في الحصول على درجات مرتفعة عند تخرجهما والتحقا بالعمل نتيجة تفوقهما في الاختبارات التمهيدية له، وانطلقا إلى الشارع متحديان الإعاقة والتقيا معوقين داخل منازلهم وعملا مع ممثلين عن المؤسسات من أجل تقديم الخدمة المطلوبة للأشخاص ذوي الإعاقة .
لم تختلف نتائج العمل الميداني وحتى المكتبي لفنيي التأهيل النعيزي ونعيم عن غيرهم من الفنيين من غير المعوقين إلا قليلاً.
قالا في حديثهم : لم تمنعنا إعاقتنا البصرية من العمل وإثبات الذات، فكان تحدياً كبيراً أمام المؤسسات والمجتمع أن نثبت ذاتنا وبأننا نعاني من إعاقة بصرية لكن هذه الإعاقة لم تمنعنا من العمل والإبداع وتحقيق النتائج المرجوة أسوة بغير المعوقين.
قالت نعيم: أن عملنا في جمعبة الإغاثة الطبية كان تحدياً لمن يدعي بأننا غير قادرين على العمل، فأنا راضية عن نفسي إلى حد كبير وأشعر بأن لدي من الطاقة والإمكانات المهنية ما يجعلني قادرة على الإيفاء بخدمة المعوقين.
فيما اعتبر النعيزي أن ثقته بنفسه جعلته يعمل بشكل طبيعي دون أن يشعر بأي معيق في العمل وتقديم الخدمات لذوي الإعاقة .
أضافا: أنهما يواصلان التنسيق مع المؤسسات المعنية من أجل تقديم خدمة عالية الكفاءة لذوي الاحتياجات الخاصة ومد يد العون لذوي الإعاقة من الأطفال بداخل منازلهم، مشيرين إلى أنهم يتعرضان لضغط العمل أسوة بغيرهم من فنيي التأهيل ويستطيعان إنجاز كل ما يوكل إليهم من مهام.
و أضافا أنهما يتابعان نحو 130 ملف لذوي الإعاقة المسجلين لدى برنامج الإغاثة الطبية، وفي هذا السياق أكدا دور الإغاثة في مساعدتهم وتقديم التسهيل والدعم المهني والنفسي لهم.
أشار النعيزي ونعيم إلى تجربة قاسية مرا بها في بداية عملهما مع إحدى المؤسسات حيث تم طردهم والإدعاء بعدم قدرتهم على العمل، موضحين أنهما استثمرا فرصة قدمتها لهما جمعية الإغاثة الطبية بعد حادثة الفصل وأثبتا قدرتهما على العمل في ظروف صعبة وكان ذلك بمثابة تحدياً كبيراً.
ينظر ذوو الأطفال من ذوي الإعاقة إلى زيارات فنيي التأهيل من ذوي الإعاقة إلى منازلهم على أنها خدمة عالية ويقومون سوية معهم بتقديم العون لهؤلاء الأطفال وفي ذلك صورة إنسانية متكاملة للعمل من أجل الأطفال ذوي الإعاقة
من جانبه قال مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل في الإغاثة الطبية أن مؤسسته ومن خلال منح فرصة العمل لهؤلاء الأشخاص أنما تعمل على تطبيق اللوائح التنفيذية لقانون المعاق رقم 4 الذي ينص على تشغيل المعوقين بنسبة 5% من بين العاملين.
وأضاف في حديثه: أن عدد ذوي الإعاقة العاملين في الإغاثة يفوق ما نسبته 7% من بين العاملين، مشيراً إلى حرص الإغاثة الطبية على تعزيز دور العاملين من ذوي الإعاقة ومعاملتهم دون تمييز.
وأشار عابد إلى تجربة فنيي التأهيل النعيزي ونعيم على أنها تجربة ناجحة ومشجعة لتشغيل مزيد من ذوي الإعاقات، موضحاً أنهما يقومان بكافة الوظائف والتكليفات المهنية الموكلة إليهما، بما في ذلك مهام صعبة .
وأكد أن الإغاثة الطبية كانت عاملاً مساعداً لهم وما تزال، حيث ترى أنهما الأقدر على إيصال الرسائل الإيجابية لذوي الإعاقة إلى المجتمع، مشيراً إلى أن تجربة العمل لهؤلاء الفنيين جاءت ضمن مشروع دعم كليات المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال تأهيل ذوي الإعاقة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق