كيفن كونولي ... مصور بلا رجلين يتحدى الاعاقة

Written By brahim moutaki on الاثنين، 21 فبراير 2011 | 2:51 ص


ولد من دون ساقين وسافر عبر العالم والتقط 32728 صورة لأشخاص يحدِّقون به
المصوِّر الفوتوغرافي كيفن كونولي... إعاقته سبب حيويَّته



اعتاد المصوِّر الفوتوغرافي كيفن كونولي على نظرات الناس الذين يحدقون به. ولد ابن الاثنين والعشرين عاماً، من سكان مونتانا القدامى، من دون ساقين، وهو يتنقل على لوح تزحلق، دافعاً نفسه بواسطة يديه. يقول كونولي: «قبل الإحساس بالشفقة أو التعاطف، ثمة لحظة من الصدمة والفضول. يبدو معظم الناس مذهولين، فتسمعهم يقولون: ما هذا؟».



عام 2007، سافر كونولي عبر العالم والتقط 32728 صورة لأشخاص يحدقون به، وتُعرض راهناً 15 صورة من مجموعته في قاعة Hall of States في مركز كينيدي، ويطلق على معرضه اسم The Rolling Exhibition.

أغنياء، فقراء، شبان وشيوخ، كلهم يحدقون بكونولي في صور التقطت في 15 بلداً، بما فيها اليابان، فرنسا وماليزيا. في رومانيا، يظهر رجل في لباس ديني يتحدث على الهاتف الخليوي وينظر إلى كونولي بتعبير حائر، وفي الجمهورية التشيكية، يمشي حارسا قلعة بزي أزرق فاتح متأهبين، وينظران مباشرةً أمامهما. تلتقط آلة التصوير الخاصة بكونولي حارساً ثالثاً وهو يرمقه بنظرة بطرف عينيه.

ليشعر الناس بالارتياح عندما يحدقون به، كان كونولي يضع آلة التصوير بجانب وركه وينظر في الاتجاه المعاكس. بتلك الطريقة، لن يخاف الناس من الإمساك بهم متلبسين وهم يسترقون النظر. وبما أنه غير قادر على استخدام محدد المناظر في آلة التصوير، حفظ كيفية تحديد إطار اللقطات من منظوره على مستوى الشارع. التقط معظم الصور وهي تتحرك، ومن هنا جاء اسم المعرض The Rolling Exhibition، أي المعرض المتحرك.

حبك الناس أنواع السيناريوهات كافة لتفسير سبب وجود رجل من دون ساقين على لوح تزحلق بجانبهم. سأله أحد الأولاد في نيوزيلندا عما إذا كان قد هاجمه قرش، في حين افترض أحدهم في ساراييفو أنه من ضحايا حرب البلقان. أما في بلدته الأم، هيلينا في مونتانا، فسأله رجل عن العراق وعما إذا كان ما زال يرتدي قلادة القوات المسلحة. حاول كثير من الناس إعطاءه المال ظناً منهم أنه متسول، وكان الأوكرانيون أكثرهم عدائيةً، فعندما كان يرفض حسنتهم، كانوا يقحمون المال في حقيبة ظهره.

القصة الحقيقية هي أن الأطباء أخبروه بأنه مصاب بـ«تشوه خلقي نادر»، على حد تعبير كونولي، نظراً إلى أنهم لا يملكون أدنى فكرة عن سبب ولادته من دون ساقين. يقول: «اتخذ والداي قراراً بعدم وضعي في كرسي مدولب أو مستشفى. اصطحباني معهما إلى المنزل فحسب».

حقيبة

ينتعل كونولي ما يسميه «جزمة» عند أسفل جزعه، ما يساعده في الحفاظ على وضعيته المستقيمة ويحميه من الأرض، كما الحذاء. بدأ يركب لوح تزحلق خلال سنته الجامعية الأولى في جامعة ولاية مونتانا في بوزمان، ليتمكن من التنقل بسرعة من مبنى إلى آخر وهو يضع حقيبةً على ظهره. يقول إنه من الصعب حمل حقيبة ظهر وهو على كرسي مدولب، لكنه يحتفظ بواحد في شقته. «فهو فاعل جداً عند الطبخ والتنقل وحمل الأطباق الساخنة»، على حد قوله.

علاوةً على ذلك، سافر بمفرده لشهر ونصف من أصل الأشهر الثلاثة التي كان من المفترض أن يمضيها في الخارج بسبب معرضه. لكن ما لم يتوقعه هو أن يُصدم بسيارة في البوسنة بسبب رصيف ضيق، فسقط عن لوحه وأصيب برضات في أضلعه ولكنه لم يضطر إلى الدخول إلى المستشفى.

اعتاد كونولي القيام بأمور قد يفترض بعض الناس أنه عاجز عن تحقيقها. فاز بميدالية فضية في حدث التزلج من تنظيم 2007 X Games، وساعده المال الذي جناه في تمويل رحلته. لكن لا تظهروا كثيراً من التأثر، على حد قول جايمس جويس، فكونولي أستاذ أفلام في جامعة ولاية مونتانا. يقول جويس: «عندما أرغب في إغاظته، أقول له إنك بطلي لأنه يكره فعلاً مناداته بذلك، يطلب منك أن تحترمه لعمله وليس لتخطيه المصاعب، وأشدد على ذلك».

يشار إلى أن منظمة VSA arts رعت حضور معرض The Rolling Exhibition في مركز كينيدي. سمعت ستيفاني مور، مديرة الفنون البصرية في المنظمة، بشأن كونولي بعدما ظهر في يناير (كانون الثاني) الماضي في برنامج 20/20 الذي يعرض على قناة ABC. افتتح المعرض في الخريف الفائت في بوزمان، تقول مور: «أظن أن عمله ينبع من قوته الداخلية، إنها قصة ذاتية رائعة لشخص يعاني من إعاقة، لكنه مصور موهوب بفضل مهاراته الخاصة».

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...